أول الهمس /
قبل أن أراكَ كنت
أقرا عن السعادة ،
بعد أن احببتكَ
أصبحت أعيش تفاصيلها ،كل لحظة أُذكر نفسي بـ نفسي قبل عَهدِكَ ،
ليظل قلبي نابضاً بعرفانه لكَ ..
قبل أن أراكَ كُنت
أعشقُ الوردَ ،
بعد أن أحببتكَ أصبحتُ
التمس له العذر ،
وأنا أراه
مُتلعثماً ، لا يجد تفسيراً لذبوله إذا لمسته يداكَ ،
مُتعللاً بإستحواذِكَ على كل العطرِ
!
قبل أن
أراكَ كنت أُجيد مُشاكسة الحروف ،
بعد أن أحببتك أعلنت
قواميس الكونِ عصيانها عليّ ،
و باءت كل محاولاتِي
لإكتشاف وسيلة جديدة للتعبير عن أشواقي بالفشل
!
قبل أن
أراكَ كنت أمقت قلبي ،
لأنه يتسع
للجميع ولا يحتويه احد ،
بعد أن أحببتك
أصبحت أشفق عليه
وهو يحاول
جاهداً
أن ينشطر و يتعملق ليحتويكَ !
قبل أن
أراكَ كنت أرقب كل سنوات العمر ،
وهي تمر أمامي ، غير عابئة بها
،
ولا نادمة
على ضياعها ،
بعد أن أحببتك لم يعد
بيدي إلا التوسل لها ،
والتودد للزمن حتى يتوقف قليلاً
،
لأرتشف هواكَ بـ روية
قبل أن
أراك كنت أحب الموسيقى ،
وأجدها
غذاء لروحي ،
بعد أن أحببتك أدمنت
صوتكَ ،
و صنفت السيمفونيات العالمية في درجة " نشاز
"
قبل أن
أراك كنت أمتن لإشراقة الشمس ،
بعد أن أحببتك أصبحت
أنت الصباح ،
ولا تستطيع ألف شمس أن تُبدد الصقيع في غيابك
قبل أن
أراك كنت أهيم في إطلالة القمر ،
بعد ان أحببتك بِتُ أغزل من خيوط أشعته الفضية
بساط من خيال ، و أزوده بأجنحة الشوق ، لعلّي أصل إليك
قبل أن
أراك كانت لي عدة أمنيات ،
بعد أن أحببتك أصبحت لي
أمنية وحيدة ،
أن أصبح أمنيتك !
قبل أن
أراك لم أكن أعترف بالحظ ،
بعد أن أحببتك لن
يستطيع أحد الإدعاء أنه " محظوظ " ،
فقد حظيت بكل الحظ ، حينما أهداني القدر صدفة لقاءكَ
أخر الهمس
/
قبل
أن أراك كنت أبحث عنكَ
،
بعد أن أحببتك أصبحت أبحث عني .